فرق الإنقاذ تواصل البحث عن 27 ضحية مفقودين من حادث طائرة واشنطن
فرق الإنقاذ تواصل البحث عن 27 ضحية مفقودين من حادث طائرة واشنطن
واصل المسعفون، اليوم الجمعة، عمليات البحث في مياه نهر بوتوماك في واشنطن لانتشال جثث ضحايا حادث الاصطدام بين طائرة نقل من طراز "بومباردييه" ومروحية عسكرية من طراز "بلاك هوك"، والذي أسفر عن مقتل 67 شخصًا في أسوأ كارثة جوية تشهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه تم انتشال 40 جثة بحلول مساء الخميس، بعد نحو 24 ساعة من وقوع الحادث، فيما لم ينجُ أيٌّ من الركاب، وفق وكالة "فرانس برس".
كما تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة في المياه المتجمدة للنهر، ويجري تحليل بياناتهما من قِبل الوكالة الأمريكية لأمن المواصلات (NTSB)، على أمل إصدار تقرير أولي بشأن أسباب الكارثة خلال الثلاثين يومًا المقبلة.
إهمال في برج المراقبة؟
أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن برج المراقبة في مطار "رونالد ريغان" كان يعمل بطاقم أقل من المطلوب وقت وقوع الحادث، حيث كان مراقب جوي واحد فقط يشرف على حركة الطائرات والمروحيات، بدلًا من اثنين.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست وقناة CNN، استنادًا إلى تسجيلات برج المراقبة، أن طائرة أخرى اضطرت، قبل 24 ساعة فقط من الحادث، إلى إعادة محاولة الهبوط بسبب وجود مروحية في مسارها، ما يثير تساؤلات حول مدى سلامة إجراءات المراقبة الجوية في المطار.
وأضفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بُعدًا سياسيًا على الحادثة، إذ أعرب عن أسفه "لليلة قاتمة ومروعة"، قبل أن يوجه انتقادات لبرامج التنوع في الإدارات الأمريكية، معتبرًا أنها تؤثر على كفاءة الموظفين، بمن فيهم مراقبو الحركة الجوية.
وقال ترامب من البيت الأبيض: "أنا أعطي الأولوية للسلامة، بينما أوباما وبايدن والديمقراطيون يضعون السياسة أولًا".
وأضاف أن الإدارة الفيدرالية للطيران (FAA) ركزت على التنوع العرقي بدلًا من تعيين الأشخاص الأكفاء، متهمًا إياها بالتمييز ضد البيض.
دعوة لاحترام العائلات
وردّ وزير النقل السابق في إدارة بايدن، بيت بوتجيج، على تصريحات ترامب واصفًا إياها بـ"المقيتة"، مشددًا على ضرورة احترام العائلات التي فقدت أحبّاءها بدلًا من نشر الأكاذيب.
وفي خطوة عملية تعكس موقفه، وقع ترامب، الخميس، مرسومًا يعزز التصدّي لبرامج التنوع التي وصفها بأنها "تمييز مخزٍ".
شملت قائمة الضحايا شخصيات بارزة، من بينهم نجوم في التزلج الفني على الجليد، مثل الثنائي الروسي إيفغينيا شيشكوفا وفاديم ناوموف، بطلَي العالم لعام 1994.
وكانت الطائرة تقلّ وفدًا من محترفي التزلج عائدين من بطولة وطنية أُقيمت في كنساس.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية عن وجود مواطنين صينيين بين الضحايا، وطالبت بكين واشنطن بتحقيق سريع لتحديد ملابسات الحادث.
وأكدت السلطات الفلبينية أيضًا مقتل ضابط شرطة فلبيني كان على متن الطائرة.
تساؤلات حول سلامة الطيران
اعتبر ترامب أن الكارثة الجوية كان يمكن تفاديها لو أن المروحية التزمت بتعليمات المراقبة الجوية ولم تعبر "مسار الاقتراب المماثل" للطائرة.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي المعين حديثًا، بيت هيغسيث، طاقم المروحية بأنه "ذو خبرة نسبية"، في حين أظهرت تسجيلات برج المراقبة الجوية أن المراقبين حاولوا مرارًا توجيه الطيار لمراعاة حركة الطائرة.
ووفقًا لما ورد في التسجيل الصوتي، طلب برج المراقبة من طيار المروحية "المرور خلف الطائرة"، قبل أن ينقطع الاتصال فجأة، ليقول أحد المراقبين في اللحظة الأخيرة: "لا أرى سوى كتلة نار".
تداعيات الحادثة
يطرح هذا الحادث الدامي تساؤلات جدية حول إجراءات السلامة الجوية في الولايات المتحدة، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة إلى الإدارة الفيدرالية للطيران والاتهامات بالتقصير في توفير مراقبين جويين مؤهلين.
ويعكس توظيف ترامب للحادثة في سياق حملته السياسية مدى استقطاب القضايا المتعلقة بالتنوع داخل المؤسسات الأمريكية.
وفي انتظار التقرير الرسمي حول أسباب الحادث، تبقى هذه الكارثة إحدى أسوأ حوادث الطيران التي تشهدها البلاد منذ عام 2001، ما يجعلها موضع اهتمام الرأي العام والجهات المعنية بتحقيقات السلامة الجوية.